الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية مــواطنـو مجـاز البـاب يكرّمون «طبيب الفقراء»

نشر في  10 ماي 2017  (12:57)

كان لقرارعمادة الأطباء الجائر تجاه الدكتور خالد بن رمضان وقعه لدى أهالي مجاز الباب وبمثابة السيف الذي ارتد لنحر صاحبه اذ أبدى كافة مكونات المجتمع المدني تعاطفهم معه وبعد جهد كبير قبل الدكتور تكريمهم إياه، وفي الأثناء اكتشفنا فيه إضافة إلى ما نعرفه عنه منذ ثلاثة عقود إنسانا راقيا رحب الصّدر قليل الكلام، رفض التعليق على المظلمة التي تعرض إليها ولم يبد أي موقف... كان يتصبّب عرقا من فرط الخجل، مبتسما وقرأنا في صمته الكثير من المعاني. هو رجل صاحب مبدإ أحبّ مهنته فتقاسم مع مرضاه آلامهم، مارس عمله فآلى على نفسه أن يكون مطلبه القيمة الانسانية الراقية رافضا المتاجرة بعذابات الناس أو الانخراط في المطلب المادي المبتذل.
اثناء التكريم سألناه عن سبب لوذه بالصمت في وقت لهثت فيه وسائل الاعلام وبعض الأحزاب السياسية لنقل موقفه ورأيه فأجاب بكلمات مختزلة «والله أنا ما حبيتش نتكلّم باش ما يقعش تأويلات...» فهمنا من ذلك أنّه رفض الاستثمار والإشهار من الحديث، فأيّ رجل هذا ومن أيّ طينة في زمن شحّ من المآثر والقيم؟
ونحن نقول لعمادة الأطباء: شكرا على ما أتيته في حقّ الدكتور من غباء ولم تدركي عواقب هذا العقاب الذي أظهر للناس طبيبا جمع إلى الكفاءة حسن الخلق ونبل القيم فنزلت إلى الحضيض ورفعته عاليا، شكرا ولكنّك أخطأت الهدف فأنت لم تعاقبي الطبيب ولكنّك عاقبت مرضاه وحرمتهم من كفاءته مدّة شهر وتعاملت معه بمنطق المنتصب الفوضوي.. والعيب في قوانينك التي لم تعرس في الطبيب قيم الإنسانيّة الراقية ويكفي الدكتور بن رمضان فخرا وشرفا أنّ أهالي مجاز الباب ساندوه تلقائيا وتعاطفوا معه غير آبهين بهذه القوانين المجرّدة من الأخلاق والقيم، فبئس عمادة النّخب المتعالية التي لم نرها يوما تقف في وجه من أجرم في حقّ مهنة الطب ولم تلزم منظوريها بأن يكونوا صادقين في التصريح على الدخل للتهرب من الضرائب... لك الله ياوطني.

نورالدين المناعي